Thoughts & Arts
Image

جمع القرآن / ما يقوله الشيعة

2025-07-15

Web Design

15 Comments




ذهب العلماء فيما يراد بجمع القرآن إلى معنيين : المعنى الأوّل : الجمع بمعنى " الحفظ " ، وجمع القرآن بمعنى حفظ القرآن ، و جمّاع القرآن هم حفّاظه . و ممّا لا خلاف فيه أنّ حفّاظ القرآن كانوا على كثرة في عهد النبي (صلى الله عليه و آله).


هذا المعنى هو الذي ورد في قوله تعالى ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ القران الكريم: (سورة القيامة). قال الطبرسي : و في رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّه ( صلى الله عليه و آله ) كان يعاجل من التنـزيل شدّة و كان يشتدّ عليه حفظه فكان يحرّك لسانه و شفتيه قبل فراغ جبريل من قراءة الوحي فقال سبحانه: ﴿ لَا تُحَرِّكْ ... ﴾ أي : بالوحي أو القرآن ﴿ لِسَانَكَ﴾ يعني بالقراءة ﴿ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴾، أي : لتأخذه : ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ﴾ في صدرك حتى تحفظه (أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي ، مجمع البيان : 10 / 175).


المعنى الثاني : جمع القرآن بمعنى كتابته في مصحف واحد. و إذا أريد بالجمع هذا المعنى أي جمع القرآن كلّه بين دفّتي مصحف واحد ، فاختلف العلماء فيه إلى قولين: القول الأوّل : إنّ القرآن قد اكتمل جمعه في مصحف واحد منذ عصر النبي (صلى الله عليه و آله) ، و أنّ نفراً من الصحابة ، و هم : علي بن أبي طالب ، و معاذ بن جبل ، و سالم مولى أبي حذيفة ، و أبي بن كعب ، و عبد الله بن مسعود قد جمعوا القرآن كلّه في عهد رسول الله ( صلى الله عليه و آله ).


القول الثاني : إنّ القرآن لم يجمع في مصحف واحد في عهده ( صلى الله عليه و آله ) و إنّما كان بعد وفاته. و ليتّضح الأمر لنا للترجيح بين القولين نذكر بعض الروايات المتعلّقة بجمع القرآن ، ثمّ نحللها لنصل لقول الحق.


الأولى : عن ابن شهاب عن عبيد بن السباق أنّ زيد بن الثابث رضي الله عنه قال : أرسل إليّ أبو بكر ، مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده ، قال أبو بكر رضي الله عنه : إن ّعمر أتاني فقال : إنّ القتل قد استحرّ يوم اليمامة بقرّاء القرآن ، و إنّي أخشى أن يستحرّ القتل بالقرّاء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن ، و إنّي أرى أن تأمر بجمع القرآن . قلت لعمر : كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ؟ قال عمر : هذا والله خير ، فلم يزل عمر يراجعني حتّى شرح الله صدري لذلك ، و رأيت في ذلك الذي رأى عمر ، قال زيد : قال أبو بكر : إنّك رجل شاب عاقل لا نتهمك ، و قد كنت تكتب الوحي لرسول الله ( صلى الله عليه و آله ) فتتبع القرآن فاجمعه ، فو الله لو كلّفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن. قلت : كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول الله ؟ قال : هو والله خير ، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتّى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر و عمر رضي الله عنهما ، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب و اللخاف و صدور الرجال حتّى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري ، لم أجدها مع أحد غيره ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ... ﴾ (القران الكريم: سورة التوبة : 128) حتّى خاتمة براءة فكانت الصحف عند أبي بكر حتّى توفّاه الله ، ثمّ عند عمر ، ثمّ عند حفصة بنت عمر (صحيح البخاري ، باب جمع القرآن).


الثانية : عن ابن شهاب أنّ أنس بن مالك حدثه أنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان ، و كان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية و أذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة . فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين أدرك الأمّة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود و النصارى ، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالمصحف ننسخها في المصاحف ، ثمّ نردّها إليك ، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت ، و عبد الله بن زبير ، و سعيد بن العاص ، و عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فنسخوها في المصاحف ، و قال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة : إذا اختلفتم أنتم و زيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ، فإنّما نزل بلسانهم ، ففعلوا حتّى إذا نسخوا المصحف في المصاحف ردّ عثمان الصحف إلى حفصة ، فأرسل إلى كلّ أفق بمصحف مما نسخوا ، و أمر بما سواه من القرآن في كلّ صحيفة أو مصحف أن يحرق . قال ابن شهاب : و أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت سمع زيد بن ثابت قال : فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا الصحف ، قد كنت أسمع من رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) يقرأ بها ، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت لأنصاري ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ... ﴾ (القران الكريم: سورة الأحزاب: 238) فألحقناها في سورتها في المصحف (صحيح البخاري).


الثالثة : عن قتادة قال : سألت أنس بن مالك رضي الله عنه من جمع القرآن على عهد النبي ( صلى الله عليه و آله) ؟ قال : أربعة كلّهم من الأنصار: أُبي بن كعب ، و معاذ بن جبل ، و زيد بن ثابت ، و ابو زيد (صحيح البخاري ، باب القرّاء من أصحاب النبي).


الرابعة : عن مسروق ذكر عبد الله بن عمر و عبد الله بن مسعود ، فقال : لا أزال أحبه ، سمعت النبي (صلى الله عليه و آله) يقول : خذوا القرآن من أربعة : من عبد الله بن مسعود ، و سالم ، و معاذ ، و أُبي ابن كعب (صحيح البخاري : 109).


و ما هذا إلا نزر قليل من بين الروايات الكثيرة المتعلّقة بجمع القرآن. و مع قليل من التعمّق في الروايات السابقة نجد التعارض بين هذه الروايات. فقد دلّت الأولى على أنّ الجمع كان بعد وفاة النبي و في زمان أبي بكر ، و أمّا الثانية فأشارت على أنه كان في عهد عثمان لوجود الاختلاف في القراءة . و هناك رواية أُخرى في كنز العمال لعلاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي البرهان فوري (ت ٩٧٥ هـ) تدلّ على أنّ جمع القرآن كان في زمان عمر بن الخطاب (كنز العمال ، باب جمع القرآن : 2 / 578). و عليه فيكون الجمع في ثلاثة عهود ، في عهد أبي بكر و عمر و عثمان.


و إذا لاحظنا قول زيد بن ثابت في الرواية الثانية "فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف ... فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت" ، ثمّ لاحظنا الرواية الأولى و غيرها من الروايات التي ظاهرها ، بل صريحها أنّه لم يبق شيء من الآيات لم يدوّن ، فيكون حينئذٍ المصحف الذي جمع في عهد أبي بكر فيه نقصان لعدم وجود آية من سورة الأحزاب ، و ما هذا إلا تناقض صريح.


و إذا لاحظنا الرواية الثالثة و الرابعة يتّضح أنّ الجمع كان في عهد النبي (صلى الله عليه و آله) . و لعلّ قائلاً يقول : إنّ المراد من " الجمع " هنا هو الجمع في الصدور لا في السطور ، و هذا الزعم لا شاهد عليه ، مضافاً إلى أنّه يناقض رواية النسائي عن عبد الله بن عمر حيث قال : " جمعت القرآن فقرأت به في كلّ ليلة ، فبلغ ذلك النبي ( صلى الله عليه و آله ) فقال لي : إقرأ به في كلّ شهر " (السنن الكبرى 5 : 24 حديث 8064). مضافاً إلى أنّ الحقائق التاريخية تدلّنا على منافسة الصحابة في حفظ القرآن و كانوا الحافظين للقرآن أكثر من أن يحصون ، فكيف يمكن حصرهم في هؤلاء الأربعة أو الستّة دون غيرهم ؟! و حتّى لو أخذنا بالرواية الأولى مثلاً ، فلماذا دعا أبو بكر زيداً فقط لجمعه من العسب و اللخاف ، ولم يدع أُبي و عبد الله و معاذ ، و هم على قيد الحياة عند الجمع ؟!


و بجانب تعارض الروايات بعضها مع بعض ، أيضاً تتعارض أحاديث الجمع مع ما جاء في الآيات القرآنية ، فقد تحدّى الرسول ( صلى الله عليه و آله ) المشركين و أهل الكتاب على أن يأتوا بعشر سور مثله ، بل بسورة من مثله ، و هذا التحدّي دالّ على أنّ القرآن قد انتشر بين الناس بمن فيهم المشركين. و القرآن سمي أيضاً بالكتاب ، و هذه التسمية دليل على أنّ القرآن مدوّن بين دفّتين في مصحف واحد ؛ لأنّ الحفظ في الصدور أو الكتابة في الأكتاف و الرقاع لا تسمّى كتاباً.


كما أنّ أحاديث الجمع تتعارض مع إجماع المسلمين ، فمن المجمع عليه عند المسلمين قاطبة أنهّ القرآن لا طريق لإثباته إلا التواتر ، في حين أنّ طريقة إثباته في الروايات المذكورة منحصر بشهادة شاهدين ، أو بشهادة رجل واحد إذا كانت تعدل شهادتين ، و على هذا فاللازم أن يثبت القرآن بالخبر الواحد أيضاً ، و هل يمكن لمسلم أن يلتزم بذلك ؟! و إذا كان الأمر كذلك فلا حرج للمسلم في رفض هذه الأحاديث إذ لا يمكن قبول إثبات القرآن بشهادة شاهدين في حين أجمع المسلمون قاطبة أن لا طريق لإثباته إلا بالتواتر.


و خلاصة ما تقدّم ذكره ، أنّ إسناد جمع القرآن إلى الخلفاء بعد وفاته ( صلى الله عليه و آله ) لا يقوم عليه دليل قطعي ، و مناقض للقرآن و السنة و إجماع الأمّة. إذن ثبت أنّه جمع منذ عهد الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، و بهذا لا سبيل لطعن أصالة القرآن ؛ إذ إنّه قد جمع في عصر النبي ، و وصل إلينا بالتواتر القطعي.


هذا كلّه مضاف إلى حكم العقل برفض أن يدع رسول الله (صلى الله عليه و آله) الوحي منتشر و متشتّت في عدّة صحف و رقاع مما يجعله في طريق التحريف. وزيادة عليه ، قد قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي ، لا يسمّى الصحف و الرقاع و الأكتاف كتاباً ، بل الكتاب هو ما بين دفّتي مصحف واحد .


و على هذا رأى السيد المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد الموسوي (355 هـ - 436 هـ / 966 - 1044 م): " إنّ القرآن كان على عهد رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) مجموعاً مؤلفاً على ما هو عليه الآن " (مجمع البيان 1 : 43).


و أمّا ما فعله عثمان ليس إلا توحيد الأمّة على قراءة واحدة من بين القراءات السبعة و هي القراءة التي كانت متعارفة بين المسلمين ، و التي تلقوها بالتواتر عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) للحيلولة دون وقوع النزاع بين المسلمين.
فهو اليوم في أيدينا كما أنزل على نبينا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) ، لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، و ليس فيه تحريف و لا تبديل و لا تغيير ، هذا هو اعتقاد المسلمين أجمع بما فيهم الشيعة. و نسبة تحريف القرآن إلى الشيعة افتراءٌ عليهم. فقد صرّح علماؤهم بأنّ القرآن هو ما في أيدي الناس لا غير. و عليه فنأسف حقاً على حدّة الحملة على الشيعة ، و إخراجهم من حظيرة الإسلام بدعوى تحريف القرآن بدون أيّ دليل لإثبات الدعوى.


الإمام علي وجمع القرآن الكريم


إن أول من جمع القرآن الكريم على ترتيب نزوله بعد وفاة النبي هو الإمام علي ، والروايات في ذلك عن طريق أهل البيت متواترة ، ومن طرق أهل الحديث مستفيضة. فقد ورد في الإتقان ما يدل على أن أول من جمع القرآن بعد وفاة النبي هو علي بن أبي طالب قال: أخرج ابن أبي داوود في المصاحف من طريق ابن سيرين قال: قال علي: لما مات رسول الله آليت أن لا آخذ على ردائي إلا لصلاة جمعة حتى أجمع القرآن فجمعته. وفي الإتقان أيضاً قال ابن حجر: وقد ورد عن علي أنه جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت النبي، اخرجه ابن أبي داوود.


وأخرج أبو نعيم في الحلية والخطيب في الأربعين من طريق السدي عن عبد خير عن علي قال: لما قبض رسول الله أقسمت أو حلفت أن لا أضع ردائي على ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين ، فما وضعت ردائي حتى جمعت القرآن. وفي فهرست ابن النديم بسنده عن عبد خير عن علي أنه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي، فأقسم أن لا يضع على ظهره رداءه حتى يجمع القرآن، فجلس في بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن، فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه، وكان المصحف عند أهل جعفر‍.


وفي مناقب ابن شهر آشوب في اخبار أهل البيت أن علياً آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلا للصلاة حتى يؤلف القرآن ويجمعه، فانقطع عنهم مدة إلى أن جمعه. وقال ابن شهرآشوب في المناقب أيضاً: ذكر الشيرازي إمام أهل السنة في الحديث والتفسير في نزول القرآن، وأبو يوسف يعقوب في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾ قال: ضمن الله محمداً أن يجمع القرآن بعد رسول الله علي بن أبي طالب ، قال ابن عباس: فجمع الله القرآن في قلب علي، وجمعه علي بعد موت رسول الله بستة أشهر. وفي أخبار أبي رافع أن النبي قال في مرضه الذي توفي فيه لعلي: يا علي هذا كتاب الله خذه إليك، فجمعه علي في ثوب فمضى به إلى منزله، فلما قبض النبي جلس علي فألفه كما أنزله الله وكان به عالماً. قال: وحدثني أبو العلاء العطار، والموفق خطيب خوارزم في كتابيهما، بالإسناد عن علي بن رباح أن النبي أمر علياً بتأليف القرآن، فألفه وكتبه.
وقال ابن شهر آشوب في المعالم: الصحيح أن أول من صنف في الاسلام علي، جمع كتاب الله جل جلاله. وعن ابن المنادي أنه: جلس في بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن، فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه (أعيان الشيعة، السيد محسن الأمين).


وقال الإمام الباقر: «ما ادعى أحد من الناس: أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزله الله تعالى، إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده» (أصول الكافي، الشيخ الكليني، ج1، ص284).


وتشير بعض الروايات إلى أن الإمام علياً قد جمع القرآن في عهد الرسول، إلا أنه بعد وفاته قد جمعه بحسب ترتيب نزوله.
وقد اتفق الكل - كما يقول ابن أبي الحديد - على أنه كان يحفظ القرآن على عهد رسول الله، ولم يكن غيره يحفظه، ثم هو أول من جمعه، نقلوا كلهم أنه تأخر عن بيعة أبى بكر، فأهل الحديث لا يقولون ما تقوله الشيعة من أنه تأخر مخالفة للبيعة، بل يقولون: تشاغل بجمع القرآن، فهذا يدل على أنه أول من جمع القرآن، لأنه لو كان مجموعاً في حياة رسول الله لما احتاج إلى أن يتشاغل بجمعه بعد وفاته.


وقال ابن شهر آشوب في مناقبه: والقراء السبعة إلى قراءته يرجعون، فأما حمزة والكسائي فيعولان على قراءة علي وابن مسعود، وليس مصحفهما مصحف ابن مسعود، فهما إنما يرجعان إلى علي ويوافقان ابن مسعود فيما يجري مجرى الأعراب، وقد قال ابن مسعود: ما رأيت أحداً أقرأ من علي بن أبي طالب للقرآن. وأما نافع وابن كثير وأبو عمرو فمعظم قراءاتهم ترجع إلى ابن عباس، وابن عباس قرأ على أبي بن كعب وعليّ، والذي قرأه هؤلاء القراء يخالف قراءة أبي، فهو إذا مأخوذ عن علي. وأما عاصم فقرأ على أبي عبد الرحمن السلمي، وقال أبو عبد الرحمن: قرأت القرآن كله على علي بن أبي طالب، فقالوا أفصح القراءات قراءة عاصم، لأنه أتى بالأصل وذلك أنه يظهر ما أدغمه غيره، ويحقق من الهمز ما لينه غيره، ويفتح من الألفات ما أماله غيره. والعدد الكوفي في القرآن منسوب إلى علي، وليس في الصحابة من ينسب إليه العدد غيره (المناقب، ابن شهر آشوب، ج2، ص 52). وبهذا يتضح أن الإمام علياً كان أول من جمع القرآن، وكان يحفظه عن قلب، وأن القراء السبعة كانوا يرجعون إلى قراءة الإمام علي. (الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبدالله اليوسف).


(منقول للفائدة من مواقع الشيعة الإلكترونية)


0 Comments

No comments yet.

Leave a Comment

© www.thdarimi.in. All Rights Reserved. Designed by zainso